التعليم العالي في كندا .. تعرف عليه عن قرب!

لا شك أن مسارات التعليم تختلف من بلد إلى آخر، و التعليم العالي في كندا ليس استثناء من ذلك، فهو كغيره له خصوصيته، ومن خلال هذا المقال نحاول أن نأخذكم في جولة سريعة تتعرفون من خلالها على أهم المقومات الأساسية التي يرتكز عليها التعليم الكندي بدءا من الأنظمة وانتهاء بالبيئة الاجتماعية.

النظام العام

لكل ولاية في كندا نظامها التعليمي الخاص بها، فلن تكون مفاجأة أبدا حين تجد اختلافات كبيرة في طبيعة المستويات التعليمية أو المحتوى الدراسي فضلا عن القوانين المنظمة وقواعد الجودة الملتزم بها من ولاية إلى أخرى، وهذا ناتج عن الطبيعة السياسية التقسيمية المتفق عليها هناك من خلال الدستور العام للبلاد وغيره.

كما نعلم فإن كندا تابعة لدول الكومنولث لذلك نجد تأثيرا كبير للنظام البريطاني عليها، من حيث نظم التعليم على الأخص إلى غير ذلك من النظم الغير مهم لنا مطالعتها هنا الآن، السنة الدراسية التعليمية في كندا مقسمة إلى ثلاثة فصول هي فصل الخريف (نهاية شهر اوغسطس/ بداية شهر سبتمبر حتى ديسمبر/ يناير)، فصل الشتاء (يناير حتى أبريل) وفصل الصيف (إبريل / مايو حتى يوليو).

بينما يحق للطالب في الفصل الدراسي الواحد تسجيل حتى 5 وحدات دراسية مختلفة، يلتزم فيها بالحضور ساعتين أسبوعيا في كل منها مع المحاضر الرئيسي بينما ساعة واحدة أسبوعية كذلك مع معيد المادة.

أنواع المؤسسات التعليمية

كما هو الحال في معظم البلدان فإن المؤسسات التعليم العالي في كندا تنقسم مبدئيا إلى مؤسسات تعليمية عامة وأخرى خاصة، لكن هناك نوع ثالث يعرف بكليات الفنون الحرة وفيما يلي تفصيل أكبر عن تلك المؤسسات.

المؤسسات العامة

هي مؤسسات تعليمية تتلقى دعما مباشرا من الحكومة الكندية، غير أن ذلك الدعم لا يعفيها من فرض رسوم دراسية على منتسبيها، كما أن تلك المؤسسات لديها الأريحية والمرونة التامة لتلقي الدعم من جهات أخرى غير الحكومة.

المؤسسات الخاصة

هي مؤسسات تعتمد في مواردها المالية على جهات تطوعية في الأغلب، من نحو الجمعيات الخيرية وتبرعات خريجيها الأغنياء وكذلك من خلال الرسوم الدراسية التي تفرضها على منتسبيها، وهذه المؤسسات ذات جودة عالية كونها تهتم باستقطاب أفضل الكفاءات العلمية للتدريس بها.

كليات الفنون الحرة

هي مسار تعليمي كندي يندرج في حيزه عديد من التخصصات، حيث تدرس في هذه الكليات تخصصات أدبية وطبيعية واجتماعية.

هذا وتجدر الإشارة إلى أن معنى الكلية في النظام الكندي يختلف قليلا من ولاية إلى أخرى، حيث انها في ولا كيبيك يشار إلى الكلية بأنها المؤسسة التعليمية التي تقدم برامج دراسية لمدة عامين قبل الجامعة

و يشار إلى مصطلح الكلية في ولايات كندية أخرى على أنها مجتمع أو مدرسة فنية يحصل الطالب من خلالها على شهادة أو دبلوم أو درجة المشاركة. يمكن للطالب الالتحاق ببرنامج الدبلوم أو الجامعة برنامج مهني لمدة ثلاث سنوات، بحيث يمكن للطالب بعد ذلك استكمال دراسته الجامعية في إحدى الجامعات لمدة زمنية تمتد حتى 3 سنوات للحصول على درجة البكالوريوس.

البيئة التعليمية

ربما كطالب عربي ستجد اختلافا كبيرا بين طبيعة التعليم العالي في كندا وبلادنا العربية، لكنه اختلافا إيجابيا بطبيعة الحال، لا يقتصر هذا الاختلاف على المحتوى الدراسي المقدم وفقط، وإنما يشمل ذلك آليات التعليم المتبعة وكذلك الطبيعة التفاعلية بين الطلاب ومحاضريهم، حيث على سبيل المثال المحاضرين هناك لديهم التزامات مكتبية، بمعنى أنهم ملتزمون بساعات عمل محددة يتواجدون فيها بمكاتبهم من أجل استقبال كلابهم في أي وقت ومساعدتهم في حل المشكلات والعوائق الأكاديمية التي ربما تعتريهم.

البيئة الاجتماعية

يدعم التعليم العالي في كندا أو المجتمع الكندي بشكل عام فكرة التعددية الثقافية، حيث تم اعتماد هذه السياسة في قوانين خاصة صدر أولها عام 1970، الأمر الذي يساعد الطلاب الذين يفكرون في الدراسة هناك أن لا يشعروا بالغربة ذلك أن كثير ممن حولهم من زملائهم يخوضون نفس التجربة من بلاد مختلفة، والأمر لا يقتصر على الطلاب فقط بل يمتد كذلك ليشمل المحاضرين ذاتهم والذين يأتون من بلاد مختلفة.

GGSA Educational Consulting Agency